مورّدون أتراك يشكون الرسوم الجمركية قبيل ولوج السوق المغربية ....
يشتكي مصدّرو الحلويات والشكولاته الأتراك من ارتفاعِ الرسوم الجمركية المُطبّقة عليهم من أجل ولوج السوق المغربية، ويقولون إنها تفوق بكثير الرسوم الجمركية المطبقة على مُنتجات دول الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، والتي تتراوح ما بين 5 و10 بالمائة، في حين إنَّ الرسوم المطبقة على المنتجات التركية تتراوحُ ما بين 35 و40 بالمائة، بحسب ما أفاد مسؤولو اتحاد المصدّرين بإسطنبول.
وتستورد تركيا الحصّة الأكبر لحاجياتها من السكر من المغرب، عبر مصنع "كوسيمار" لإنتاج السكّر، لكنَّ صادراتها من الحلويات إلى المغرب لا تتعدّى 1600 كيلوغرام، بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية المُطبقة على الحلويات التركية والشكولاته المُصدَّرة إلى المملكة، وتوقع رئيس اتحاد المصدّرين بإسطنبول، زكرياء ميتي، أنْ ترتفع واردات تركيا من السكّر المغربي إلى 100 ألف طن، لكنَّ ارتفاع الرسوم الجُمركية يُعيقُ تطوَّر صادراتها من الحلويات والشكولاته نحو المغرب.
وقالَ زكرياء ميتي، الذي يرأس أيضا اتحاد مصدّري المحاصيل الزراعية بإسطنبول، في لقاءٍ مع صحافيين مغاربة، إنَّ مُصنّعي الحلويات المنخرطين في اتحاد المصدرين بإسطنبول، يستوردون حوالي 65 بالمائة من حاجياتهم من السكّر من المغرب، إلّا أنّه لمْ يُخْف أنَّ نسبة الرسوم المطبّقة من طرف الجمارك المغربية مرتفعة جدّا.
وفي رسالة إلى المسؤولين المغاربة، قالَ رئيس اتحاد المُصدّرين بإسطنبول الذي يحوز 50 بالمائة من مجموع الإنتاج بتركيا، إن "المغرب دولة شقيقة، ونتمنى من السياسيين المغاربة أن يعملوا على تحسين العلاقات التجارية بين البلدين بما يضمن تعزيزها وتنميتها، وأنْ يرفعَ المغربُ حجم وارداته من تركيا التي تعمل على رفع وارداتها من المغرب، وتخفيض الرسوم الجمركية المطبّقة على صادراتنا من الحلويات والشكولاته".
ميتي أكّدَ أنَّ أعضاءَ اتحاد المصدّرين بإسطنبول يحترمون ما تطبّقه الجمارك المغربية، لكنّهم يأْملون أنْ تتمَّ مُعاملتهم، في ما يتعلق بالرسوم، على قدمِ المُساواة مع مُصدّري الاتحاد الأوربي، إذْ لا تتعدّى الرسوم المطبّقة على صادراتهم من منتجات الحلويات إلى المغرب إلى 10 بالمائة، بحسب زكرياء ميتي، الذي قال: "نريد فقط أن تخضع صادراتنا للرسوم نفسها المطبقة على صادرات الأوروبيين".
وفي إشارةٍ إلى رغبة اتحاد المصدّرين بإسطنبول في تطوير العلاقات التجارية بيْن بلدهم والمغرب، أشارَ رئيسُ الاتحاد إلى وجود قواسمَ مشتركة بيْن البلدين، "وبإمكاننا أنْ نستوردَ حاجياتنا من السكّر من دولٍ أخرى، مثل البرازيل، ولكننا نفضّل استيراد السكّر المغربي لجودته وللعلاقات الجيّدة التي تربط بيننا"، مضيفا أنَّ النمو الاقتصادي الذي تشهده تركيا جعلها تقوم باستثمارات كبيرة في الخارج، ونحنُ نتمنّى أنْ يستغل المغرب هذه الفرصة ويشجع المستثمرين الأتراك على الاستثمار في المغرب".
وتصدّر تركيا حوالي 2.5 مليار دولار أمريكي من منتجاتها من الحلويات والشكولاته إلى مائتيْ دولة، ويُعتبر هذا القطاع من أقوى القطاعات الإنتاجية في تركيا، التي تحتلُّ صدارة البُلدان المُصدّرة لهذه المنتجات على الصعيد العالمي، وبلغَ حجمُ واردات تركيا من السكّر المغربي خلال السنة الجارية 100 ألف طن، أيْ ما يمثل نسبة 65 في المائة من وارداتها الإجمالية من السكّر، ولا تتعدّى نسبة صادرات تركيا من الحلويات إلى المغرب، من بين دول العالم، 1 بالمائة.
وعلى الرغم من أنَّ العلاقات التجارية بين المغرب وتركيا عرفتْ نُموّا خلال السنوات الأخيرة، إلا أنّ المغرب يأتي في الرتبة 30 بين البلدان المستوردة لمنتجات قطاع الحلويات والشكولاته التركية، بنسبة 1 في المائة، في حين تأتي ألمانيا في الصدارة بنسبة 10 في المائة، ثمّ العراق بنسبة 7 في المائة، فالمملكة المتحدة بنسبة 6 في المائة.
ويَعتبرُ اتحادُ المصدّرين بإسطنبول المغربَ وجهةً هامّة لصادراته، وقال رئيس الاتحاد في هذا الصدد: "هناك استقرار في المغرب مقارنة مع دول عربية أخرى، لذلك نتمنى أن تزيد العلاقة الاقتصادية بين المغرب وتركيا قوّة"، مضيفا: "نعتبر المغرب أكثر أهمية لأننا نشتري منه كميات أكبر من السكر، ونتمنى أنْ يُخفّض المسؤولون المغاربة نسبة الرسوم الجمركية المطبقة على صادراتنا إلى المغرب، بما يفسح المجال لمبادلات تجارية أفضل، وفق قاعدة رابح-رابح"، بحسب تعبيره.